رأي

وجيه نحلة …اختاره الموت فترجل عن فرس ريشته المبدعة

بقلم//جهاد أيوب
عرفته انيقا، مهذبا يعطي رايه لمن يستحقه، ويعيش البحث عن مغامرة مع قطعة فماشة والاصبغ التي ستصبح براكينا من الالوان المغردة.
عرفته لا يؤمن بالعفوية في كلامه بل يعتبر ما يخرج من لسانه يحسب عليه، وما تخطه ريشته يتنفسه، وما يجسده في اللوحة نصه وروايته.
عرفته غنيا بما يصنعه، وواثقا بما يقدمه، وثائرا على كل الامور والاشياء، ولا يحب الجمود في لوحته قصيدته انغامه لغته.
عرفته شامخا ومحبا وطيبا وحازما وحاسما، لكونه ابتكر لغته التشكيلية بثقة عارمة، والسبب عشقه للتشكيل حتى الرحيل على فراش الوانه.
عرفت التشكيلي وجيه نحلة الذي اختاره الموت بعالميته المشبعة بلبنانيته، ولبنانيته المغرقة بشرقيته، وشرقيته المتخمة بروح التاريخ والوعي والشمس والماء والثلج والعاصفة والربيع والخريف، وفارسا يدرك تفاصيل حضوره في عرينه الغضنفري تشكيليا.
هو من المجددين والباحثين عن افاق اللون، لا يؤمن بطبيعة اللون كما هو في الاصباغ المعهودة، بل يجرب ويجرب حتى يصرخ اللون من تحت ريشته، ويقول هذه ولادتي، وهذه ذكرى ميلادي!
لا يؤمن بقيود الشكل مع انه يدرك النسب والمنظور بشطارة المتعلم المتفوق، يحب ان يكسر الشكل المادة ليصل إلى ما يصبوا إليه جنونه المسكوب بعلم الجمال.
لا يهتم لرأي المارة وادعياء الفهم في لغة التصوير، بل ينحت في نصه حتى يثق به، ويتركه لكل من يرغب بالمشاهدة، وبالنقد، وبالمحبة وبالانتقاد.
وجيه نحلة ليس فنانا عاديا، وليس مجرد تجربة والسلام، بل هو في كل مشواره مختبره #مدرسة سلاحها التميز، والتفوق، والتجدد والتجديد دون ان يقلد بل يقلد.
وجيه نحلة ثروة فيها ضالة الابداع اللبناني والمشرقي البصمة حيث يخاطب الغرب بثقة عارمة تصل إلى الفوقية المدركة لكل ما يقوم به، ولكل ما قدمه هنا وهناك.
يأخذ وجيه الريشة او الاسفنجة ويغمسها باللون حتى الجنون، يحاور يناقش ويغازل، ويخاصم، ويعشق اصباغه اشكاله مواضيعه دون ان يصل إلى عالم الطلاق والمجهول، لذلك لوحته معاصرة مفهومة، مشبعة بجمالية التنفيذ، وذكية في مخاطبة كل مستويات المتابعين.
في رحيل_وجبه_نحلة خسر لبنان الفنان الشامخ ومطرب الالوان، وفقد العالم مبدعا مجددا يستوعبه الكون، وبدوره هو استوعب الهالم.
وجيه نحلة التشكيلي المثقف، والواعي لكل مراحله التي مرب بها، وجعلنا نعجب حتى الطرب اختاره الموت فرحل كنسمة تشبه ريشته الغنية بالانسيابية والنغم…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى