نقلاً عن

علاقة وثيقة بين السمنة والاكتئاب… وهذه هي الأسباب

المصدر :البوابة

السمنة من أكثر الأعراض المرضية التي تعاني منها شريحة كبيرة في المجتمعات العربية، وقد يكون السبب الرئيس وراء انتشارها هو العادات الصحية الخاطئة، وعدم اعتياد ممارسة الرياضة، كما ان من مظاهر خطورتها أنها تكون مصحوبة بحالة من القلق والاكتئاب تدفع إلى زيادة تناول الطعام، كنوع من التعويض، لمواجهة التوتر وافتقاد الأمن النفسي.

واشارت دراسات لمنظمة الصحة العالمية إلى أن عدد المرضى بالسمنة قد تضاعف ثلاث مرات منذ عام 1975. وفي عام 2016 رصدت وحدات الإحصاء التابعة للمنظمة نحو 1,9 بليون شخص راشد في العالم يعانون من مرض السمنة أو من الوزن الزائد. وتؤكد المنظمة أنه إذا لم يتم معالجة مرض السمنة بالشكل الصحي المطلوب، فربما تودي بالمريض إلى الوفاة.

ووفقا لأبحاث طبية حديثة، فإن السمنة تتسبب في نحو 47 مرضاً مزمناً أخطرها أمراض القلب والمفاصل والدوالي والسكري من النوع الثاني، بالإضافة إلى أعراض الاكتئاب والأمراض النفسية المرتبطة به، بخاصة إذا ارتبطت بالمظهر غير المقبول للمصاب بها في المجتمع أو بين أقرانه.

وحول كيفية تسبب مرض السمنة بالاكتئاب، تشير دراسة للمجموعة الفرنسية للتفكير حول السمنة والوزن الزائد (GROS) إلى أن كل غرام من الكربوهيدرات، والتي تشمل “السكريات والنشويات”، يمد الجسم بأربع سعرات حرارية، بينما يوفر الغرام الواحد من الدهون سبع سعرات حرارية، كما أن جسم الإنسان لا يحتاج سوى عدد معين من السعرات الحرارية، موضحة أنه في حالة الإفراط في تناول العناصر الغذائية عالية السعرات، فإن الجسم يلجأ تلقائياً إلى تحويل الزائد من هذه السعرات الحرارية إلى دهون، تمهيداً لتخزينها في الخلايا الدهنية المنتشرة في الجسم.

وتشير الدراسة إلى أن الخلايا الدهنية تمتاز بقابلية غريبة للتمرد والاستيعاب، وهنا تبدأ مشكلة السمنة في الظهور، وما يترتب عليها من أعراض خطيرة، من بينها ارتفاع ضغط الدم والسكري وجلطة الشريان التاجي، وحصوات المرارة، والنقرس، وقرحة المعدة، والإثني عشر، والعديد من أنواع السرطانات، كالقولون والبروستاتا.

وتؤكد الدراسة أن احتمالات إصابة مريض السمنة بهذه الأمراض المرتبطة بها يعتبر أحد أهم أسباب إصابة المريض بنوع من الإكتئاب نتيجة وزنه، وحتى بسبب مظهره الخارجي.

وتشير الدراسات إلى أن التسريع في معالجة السمنة سيؤدي إلى تحسن ملحوظ في كل أجهزة الجسم. فإنقاص 10 كيلوغرامات من الوزن في حال السمنة له فوائد عدة، أهمها خفض معدل الوفيات بشكل عام بنسبة تزيد على 20 بالمئة، وخفض معدل الوفيات بين مرضى السكري بنسبة تزيد علي 20 بالمئة، وخفض معدل وفيات مرضى السرطان الذي له علاقة بالبدانة مثل الرحم والثدي والقولون بنسبة 40 بالمئة، وبالنسبة لمرضى السكر يؤدي إلى خفض 50 بالمئة من مقدار نسبة السكر الصيامي (على الريق)، أما بالنسبة لضغط الدم فيؤدي تخفيض الوزن إلى نقص 10ملليمترات زئبقية في الضغط الانبساطي.

ويؤكد الأطباء أن عملية إنقاص الوزن هي عملية طبية وقائية وعلاجية ذات تأثير مهم على العديد من الأمراض التي تؤدي إما إلى الوفاة، أو إلى حدوث وضع صحي متردٍ، فإنقاص الوزن ليس أمراً جمالياً فحسب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى