أخبار إجتماعية

قصة بين تاجرين واحد من الحدت والثاني من عاليه

قصة للاديب سعيد تقي الدين. ( بالتصرف )
الحدث : ابان الحرب الاولى
ابو معروف ، ناطور في جبل الباروك ويملك منزلا تحول مع الوقت الى منزول ذلك ان التجار اللبنانيين الذين كانوا يقصدون سورية ، كانوا يمرون به فيستقبلهم ويبيتوا عنده ، لطول الطريق ووعورتها . كل ذلك دون اجر لكن التجار درجوا على اهداء ابو معروف ما تيسر لهم ،من تجارتهم ،من الحرائر والاقمشة الدمشقية
ذات يوم صدف عنده تاجران ، احدهما من الحدث والاخر من عاليه.
بعد ان تعشيا، افرد لهما ابو معروف غرفة الضيوف وتماسيا على الخير.
قبل انبلاج الضوء ، قام تاجر عاليه وقصد مراحاً لقضاء حاجته ولما عاد لم يجد تاجر الحدث الذي بدا انه اكمل رحلته. فانصرف الى حزم اموره للسير لكنه لم يجد كمره وفيه يخبئ ماله،فخرج مضطربا يخبر ابا معروف وشكّ بتاجر الحدث الذي لم يك ثالثهما في الديوان ، الاّ الله.
صعق ابو معروف اذ يعرف تماما الرجل ، فليس هو ممن لا يؤتمنون ، واستمهل ضيفه للبقاء في بيته الى حين عودته وشدّ بغلته وقصد الحدث.
وصل ابو معروف متجر تاجر الحدث فوجده بشوشا يقايض زبائنه فسلّم عليه وتفاجأ التاجر بمجيئ ابي معروف وعاتبه لانه لم يخبره بقصده المجيئ ، فكانا ترافقا ولم يجبه ابو معروف بل دعاه الى الاختلاء للسؤال عن امر ففعلا.
قال ابو معروف : ذلك التاجر فقد كمره ولم يك في الديوان الا انتما والله. سأله التاجر: وكم كان في الكمر ، فأجابه ، فأستمهله وغاب لوقت قصير واعطاه المال وسأله الاّ يشهّر به ، فاوقات التخلي مذلة.
وعده ابو معروف وعاد بالمال الى الباروك وطفق طوال الطريق يفكر كيف لرجل كريم ان يسرق .
عند وصول ابو معروف مشارف بيته رأى زوجته وتاجر عاليه يناديانه ويسألان عن تأخيره ، فقد وجد تاجر عاليه كمره وعليه الرحيل . نادى ابو معروف بالرجل وطلب منه الرحيل واعتذر اذ عليه واجب يؤدّيه وعاد الى الحدث ودخل على الرجل وسأله لما اقرّ بذنب لم يقترفه ..
اجابه : قلت لي انني كنت في الديوان مع الرجل وثالثنا الله .ادنتني وكنت متأكداً. فلو انكرت لعمّت الحادثة كل الجبل وفقدت مصداقيتي وكرامتي . ولانك شخص كبير ، فضّلت ان تكون اهانتي عندك وحدك . فالخطأ عند الكبير نزوة
والنزوة عند الصغير ( بهدلة )

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى