أخبار ثقافية

نقابة المصورين الصحفيين في لبنان وافتتاح معرض ذكري وعبرة

افتتحت نقابة المصورين الصحفيين في لبنان، معرض صور “ذكرى وعبرة”، لمناسبة 13 نيسان، ذكرى انطلاق الحرب الأهلية، برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلا بوزير الإعلام جمال الجراح، في “بيت بيروت” – السوديكو، في حضور النائب فؤاد مخزومي، المدير العام لوزارة الإعلام حسان فلحة، نقيب المصورين الصحفيين عزيز طاهر، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون العقيد الركن نزيه جريج، وعدد من الإعلاميين والمصورين.

بدأ الحفل بالنشيد الوطني، بعدها ألقت عريفة الحفل الزميلة رونيت ضاهر كلمة الافتتاح، فقالت: “ذكرى وعبرة”، ليس لنكء الجراح، ولا استذكار مآسي الماضي، في حرب دفع ثمنها اللبنانيون غاليا، من أرواحهم وممتلكاتهم وتاريخهم وحضارتهم. هي مجرد وقفة لبرهة من الزمن، أمام ذاتنا الإنسانية، أمام مسؤولياتنا جميعا في أخذ العبر، مما اقترفته أيدينا بحق أخوتنا في المواطنية وفي حق وطننا”.

أضافت: “هي مجرد نظرة نحو مستقبل يليق بنا وبوطننا. يليق بالكرامة الإنسانية. “ذكرى وعبرة”، هي تاريخ في صور لمواطنين لبنانيين، تواجدوا حينها في ميدان المعارك، في وسط الجبهات، سلاحهم الوحيد هو آلة التصوير. هي سلاح من نوع آخر، ليس للقتل ولا الدفاع عن النفس، إنما سلاح الحقيقة، سلاح التاريخ”.

وختمت “تحية لكل مصور زميل، لم ترهبه أصوات الرصاص والقذائف. تحية لكل مصور لون بدمه صورا التقطتها عدسته. تحية لكل مصور محترف ناضل وما زال يناضل، في زمن قل فيه الاحتراف، وكثر فيه نكران الجميل. تحية لكل مصور كتب التاريخ بصوره”.

طاهر

بعدها، ألقى نقيب المصورين عزيز طاهر كلمة، فقال: “نلتقي اليوم في بيت بيروت، الذي تحول إلى رمز وشاهد، على تلك الحرب الأليمة، من خلال ثقوب الرصاص وانفجار القذائف التي تذكرنا بالحرب. 44 عاما مرت على اندلاع الحرب المشؤومة نتذكرها اليوم”.

أضاف: “نحن في نقابة المصورين من خلال معرضنا، الذي أسميناه ذكرى وعبرة، ليس لنبش الماضي بل لنعيش المستقبل. ذكرى لنا، نحن جبل الحرب الذين تعبت عيوننا وعدساتنا، من التقاط صور التشرذم والدمار والقتل والانقسام، صور الخطف والتهجير، ولكي لا تتكرر هذه الصور مرة جديدة، وعبرة لنا وللاجيال التي لم تعرف تلك الحرب وفظائعها، هادفين من خلال معرضنا، أن نوجه رسالة لهذا الجيل، لنقول له، إن الحرب هي موت ودمار وضياع وطن. هذا ما أردنا أن نقوله من خلال معرضنا، وهذه هي رسالتنا في ذكرى الحرب المشؤومة”.

ختم متمنيا أن “يعم السلام والأمن والرخاء وطننا لبنان، وأن تكون الحرب مجرد ذكرى”.

شبيب

من جهته، اعتبر محافظ بيروت زياد شبيب في كلمته أن “بيت بيروت، هذا المكان العريق، الذي ما زال يحمل في جسده جراح الحرب، يستقبل جميع اللبنانيين ويرحب بهم، ويحفظ ذكريات مئة عام من تاريخ بيروت الحديث، بما فيها مرحلة الحرب الأليمة، حيث كان المصورون الصحافيون جنودا مجهولين معلومين، قاموا بأهم عمل توثيقي”.

ولفت إلى أنه “تم اختيار ذكرى 13 نيسان لافتتاح هذا المعرض، لأن في الذكرى عبرة، أولا، كما هو شعار هذا المعرض، وثانيا، لأن الجيل الحالي الصاعد في لبنان، الذي لم يعرف مآسي الحرب وويلاتها، عليه الاطلاع على ما وثقته عدسات المصورين في تلك المرحلة”.

ودعا جميع اللبنانيين إلى “الحضور إلى بيت بيروت، والاطلاع على صور تختصر ذلك التاريخ”، طالبا من المسؤولين عن الجامعات والمدارس “تنظيم رحلات وزيارات للطلاب والطالبات إلى هذا المكان، من أجل التعرف إلى ما يمكن أن تشكله أي تجربة أليمة في لبنان، وأخذ العبرة”.

الجراح

ثم تحدث وزير الإعلام، فقال: “في مثل هذا اليوم سقط لبنان واللبنانيون، في فخ مؤامرة الحرب الأهلية، ومؤامرة تدمير لبنان، وإلغاء دور لبنان الحضاري والثقافي والريادي. سقط لبنان واللبنانيون في فخ الطائفية والمذهبية، وفي فخ المشاريع التي تنهيه. كل هذه المآسي التي مرت، جعلت شباب لبنان يستشهد ويقتل ويجرح وتسيل الدماء في الشوارع، ويدمر لبنان أمام أعيننا، من دون أن نكون قادرين على حمايته، من الطائفية والمذهبية، ونتحمل ذلك في أن نسقط في فخ المشاريع الإقليمية، التي قررت تحويل لبنان إلى ساحة للصراعات”.

أضاف: “كنت أعيش تلك المرحلة، كما عشت مرحلة الإعمار مع مسيرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والمعاناة التي مر بها لبنان، كدولة ومؤسسات لإعادة الإعمار، وإعادة وضع لبنان على خريطة العالم والمنطقة، وعلى تقديم الخدمات، التي كنا نتمتع بها عام 1975”.

وتابع: “وللذين لا يعلمون من الجيل الجديد، أن عام 1975 كان لبنان من أرقى البلدان في المنطقة، لا بل كان يسمى سويسرا الشرق، وكانت هناك مؤسسات الرئيس الراحل فؤاد شهاب، ومجلس الشورى ومجلس الخدمة المدنية ومجلس المحاسبة والضمان الاجتماعي، وكل هذه المؤسسات، وكانت الليرة في عزها بالنسبة للدولار، واليوم ندفع ثمن الحرب وويلاتها وأزماتها”، مؤكدا أنه “لا يمكننا إلقاء المسؤولية على أحد، لكن لإيضاح الأسباب الحقيقية، التي وقفت وسهلت وأدت إلى الحرب الأهلية، نقول للأجيال اليوم، أنا من عرفت من الحرب 15 سنة، حرب الشهداء والدمار، عاد اللبنانيون إلى الطائف وكرسوا مع بعضهم، وتحاوروا، ووقف الدمار. وكان الأجدر بهم أن يتوقفوا ويجلسوا ويتحاوروا، في العام 1975، ويتحولوا أمرا واقعا، ويتفقوا في ما بينهم، ويجنبوا لبنان واللبنانيين ويلات 15 عاما”.

وأردف: “في الواقع، أكرر دعوة سعادة المحافظ، لأصحاب الرأي والجامعات وللمفكرين وللمصورين والصحفيين، إلى أن يعقدوا طاولات مستديرة لمناقشة هذا الأمر، الذي لا يجب أن يمر مرور الكرام، ويجب أن نستخلص الدروس والعبر، ونقول للاجيال القادمة وشبابنا وشاباتنا المبدعين الرائعين، ألا يكرروا أخطاء غيرهم، لأن فيها نهاية لبنان واللبنانيين، ونهاية دوره في المنطقة والعالم”.

وأكد أن “جميع الدول العربية والأوروبية والأجنبية يحبون لبنان، ويقدرون إبداعات اللبنانيين وقدراتهن”، سائلا: “أما آن الأوان لنقدر أنفسنا، ونقدر بلدنا ونحافظ عليه، ونسلمه للأجيال القادمة أفضل مما استلمناه؟”.

وشكر نقابة المصورين “التي تصر على إقامة هذه الذكرى في كل سنة، وفي هذا المكان، الشاهد على الحرب وصرخة اللبنانيين”، معتبرا أن “الحكمة مطلوبة اليوم، وعلى من يعتلي المنابر، ألا ينطق بكلام غير مسؤول”، لافتا “دعوتي إلى مثل هؤلاء الناس، أن لا يعتقدوا، أنفسهم عند اعتلاء المنابر، أنهم بموقع عظيم وقوي جدا، ويستطيعون أن يغيروا لبنان، بحسب أهوائهم ومزاجهم وما يرونه. أعتقد أن القناعة بضرورة الحوار والدعوى للهدوء والتروي والحكمة، لأن البلد لا يتحمل إلا مستوى عاليا من الحكمة والدراية، وحب لبنان واللبنانيين”.

وختم شاكرا “الحضور على إحياء هذه المناسبة”، متمنيا أن “تكون عبرة لأجيالنا ولسياسيينا ولقادتنا، ولينظر من يعتلي المنابر، إلى هذا المنزل ليعي ما يقوله”. يشار إلى أن أعضاء لجنة الاشراف على المعرض المؤلفة من حسين فقيه، لطف الله ضاهر، انور عمرو، كريم الحاج وعلي حاطوم، أعدوا خطة عمل المعرض الذي يستمر لغاية 15 الحالي، ويحتوي على لوحات للمصورين الشهداء: جورج سمرجيان، خليل دهيني، ميشال برزغل وعلي حسن سلمان.

وشارك في المعرض المصورون الذين التقطت عدساتهم شواهد عن ويلات ومآسي الحرب وهم: روجيه مكرزل، جمال السعيدي، عباس سلمان، ماهر عطار، عدنان ناجي، علي سيف الدين، جورج فرح، مصباح عاصي، محمد عزاقير، محمود الطويل، مصطفى جمال الدين، عدنان برجي، ميشال صايغ، أحمد عزاقير، ابراهيم الطويل، جوزيف براك وعزيز طاهر. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى