مهرجان أفينيون يشهد إعلانًا تضامنيًا مع فلسطين: “دعوة إلى العدالة وإنهاء الصمت”

أفينيون – فرنسا
في خطوة تعبّر عن موقف مدني وإنساني حازم، شهدت ساحة “قصر الباباوات” بمدينة أفينيون الفرنسية مساء السبت 12 تموز عند الساعة السابعة والنصف، تجمعًا حاشدًا تضامنيًا مع الشعب الفلسطيني، تحت عنوان “التجمّع من أجل فلسطين”، حيث تليت “البيان الجديد لأفينيون”، في إعادة إحياء لموقف مشابه أُعلن سنة 1995 أثناء الحرب في يوغوسلافيا السابقة.
وقد جاء في مستهل البيان:
“نحن، أهل المسرح، مجتمعون في أفينيون لأن هذا المهرجان هو أيضًا منبر للكلمة العامة والمطالب المدنية، لا نستسلم أمام صمت الديمقراطيات في وجه المآسي. نقرأ اليوم بيان أفينيون الجديد.”
يعود البيان بالذاكرة إلى عام 1995، عندما تم تلاوة نص مماثل في باحة الشرف بقصر الباباوات، للتنديد بالتطهير العرقي في البوسنة، والمطالبة بمحاسبة المسؤولين، وتطبيق قرارات مجلس الأمن، في وقفة تضامنية مع الشعب البوسني آنذاك.
واليوم، بعد أكثر من ثلاثين عامًا، أعلن نساء ورجال المسرح والفن من أفينيون موقفًا صريحًا، مؤكدين رفضهم للتواطؤ مع الجريمة، ومعلنين تضامنهم الكامل مع الشعب الفلسطيني.
وقد طالب البيان بوقف المجازر الجماعية التي أودت بحياة أعداد مرعبة من الأطفال، وندد بسياسات الاحتلال الإسرائيلي، داعيًا إلى:
• الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين
• تطبيق العقوبات المنصوص عليها في القانون الدولي
• تعليق اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل
• وقف تجريم حرية التعبير المؤيدة لفلسطين
• دعم الجمعيات والمنظمات التي تساند القضية الفلسطينية
كما دعا البيان الجميع إلى الانضمام للتحركات والمظاهرات الجارية دعمًا لفلسطين.
وأكد الموقعون أن هذا النداء يأتي استمرارًا لتقليد مدني عريق في فرنسا، مذكّرين بأن بيان عام 1995 حظي حينها بدعم الرئيس الفرنسي آنذاك، الذي اعتبره مساهمة مهمة في التعبئة الجماهيرية.
واختتم البيان بتأكيد أخلاقي وإنساني عميق:
“نحن شهود معاصرون على جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وأعمال إبادة، لما يبدو أنه مخطط لطمس وجود شعب بأكمله. إن مسؤوليتنا الجماعية، كأفراد ومجتمعات، باتت واجبة وملحّة.”
وجاء النداء بمثابة دعوة مفتوحة للمجتمع الفني والمدني حول العالم لكسر حاجز الصمت، والتحرك الفعلي دعمًا لقيم العدالة والحق والكرامة الإنسانية، في وقت تُرتكب فيه انتهاكات صارخة بحق الشعب الفلسطيني.
⸻