أخبار فنّية

الكبير اوي احمد مكي يعود في الغاوي في رمضان

يعود النجم أحمد مكي إلى الساحة الدرامية هذا العام بخطوات واثقة تحمل ملامح تغيير واضح في مسيرته الفنية، إذ يخوض موسم رمضان المقبل بعمل مختلف تمامًا عن اللون الكوميدي الذي اشتهر به لسنوات من خلال شخصية “الكبير أوي”. وبعد نجاحات متتابعة تركت بصمة عريضة لدى الجمهور، يقرر مكي خوض تجربة جديدة عبر مسلسل “الغاوي”، وهو عمل درامي اجتماعي يتعمق في العالم الشعبي، ويستعرض صراع النفس البشرية مع ضغوط الحياة وتحولاتها القاسية.

المسلسل، المؤلف من 15 حلقة، يمثّل نقلة نوعية في مسار مكي؛ فالبناء الدرامي للعمل يعتمد على مزيج من التوتر الإنساني، المشاهد الشعبية، والمواجهات الأخلاقية التي تُظهر البطل في منطقة جديدة لم يخضها من قبل. يجسد أحمد مكي شخصية “شمس نصر العداوي”، رجل قادم من بيئة شعبية يعيش اضطرابًا كبيرًا بعد وفاة زوجته، ليجد نفسه أمام مسؤولية تربية ابنه ومحاولة إعادة صياغة حياته من جديد. هذه النقلة تُظهر جانبًا إنسانيًا عميقًا في الأداء، حيث يتحول البطل من رجل غارق في عالم الصراعات والمخاطر إلى نموذج يسعى للسلام الداخلي وإعادة بناء ذاته وسط مجتمع لا يرحم.

ويشارك مكي في البطولة مجموعة من الأسماء البارزة التي تمنح العمل ثقلًا فنيًا، من بينها عائشة بن أحمد، عمرو عبد الجليل، وأحمد بدير. يجمع العمل بين خبرات متنوعة ويقدمه المخرج ماندو العدل برؤية بصرية تعزز من الطابع الشعبي الواقعي، مع نص مشترك لطارق كاشف ومحمود زهران، بينما تتولى شركة سينرجي الإنتاج.

أهمية “الغاوي” لا تأتي فقط من كونه عملاً جديدًا لمكي، بل من كونه تجربة تعيد اكتشافه كممثل قادر على حمل الدراما الثقيلة بعد سنوات من النجاح الكوميدي. الجمهور اعتاد رؤية مكي في صورة الرجل المرح، سريع البديهة، الذي تتشكل شخصياته حول مفارقات طريفة وقضايا اجتماعية خفيفة، إلا أن “الغاوي” يقدمه بشخصية مركبة تحمل ملامح الانكسار والأمل والخوف والجرأة. هذه التركيبة قد تعيد تشكيل صورة مكي لدى المشاهد العربي، وتفتح الباب أمام أعمال قادمة أكثر تنوعًا.

بعيدًا عن الشاشة، يواصل مكي اهتماماته الشخصية التي طالما رافقت حضوره الفني، مثل ولعه بتربية الحمام الذي ظهر بشكل لافت في بوسترات العمل الجديدة، في دلالة رمزية على الحرية والتحليق والتغيير. كما يحرص الفنان على التواصل مع جمهوره من حين لآخر عبر رسائل إنسانية تعكس جانبًا روحيًا في شخصيته.

رمضان هذا العام يبدو مختلفًا بالنسبة لمكي؛ فهو يدخل سباق الدراما بنَفَس جديد، ورغبة واضحة في تقديم تجربة فنية عميقة تتجاوز حدود الترفيه. ومع تركيز المسلسل على 15 حلقة، يتوقع صانعوه أن يحظى العمل بمتابعة قوية نظرًا لسرعة إيقاعه وعمق رسالته.

في ظل هذه المعطيات، يبدو أن أحمد مكي مقبل على موسم استثنائي قد يرسخ مرحلة جديدة في مسيرته، يضع فيها الكوميديا على الرف مؤقتًا ليخوض صراعًا إنسانيًا أقرب إلى الواقع وأكثر قربًا لروح الجمهور الباحث عن دراما حقيقية تُلامس الحياة اليومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى