أخبار فنّيةكتب جمال فياض

ميشال ألفتريادس وزيراً …

كتب جمال فياض

يدور في الكواليس همساً وعلناً، أن الفنان ميشال ألفتريادس قد يكون من ضمن لائحة وزراء الحكومة القادمة. وكما في كلّ مرة، تبدأ الترشيحات بالظهور عبر وسائل التواصل الإجتماعي. وكالعادة أيضاً، صارت بعض الشخصيات الفنية والإعلامية تحشر إسمها بين الأسماء، ثم ترسلها بطريقة أو بأخرى لتصبح قيد التداول، باعتبار أنها ترشيحات جدّية، وأن الأسماء إنما تمّ تسريبها دون علم من أصحابها. ويبدو أن الموضوع صار موضة، مع كثرة التغيير الحكومي في لبنان، صرنا نجد كل بضعة أشهر، رئيساً مرشحاً لتشكيل حكومة جديدة، وبالتالي لوائح ترشيحات كثيرة. بعض هذه الأسماء التي لا علاقة لها بالوزارات من الفنانين والإعلاميين، يكتفون بأنهم صاروا قيد التداول، وببعض الوساطات، تتناقل الخبر بعض المواقع ألكترونية التي يعمل فيها صحفي صغير، ينشر الترشيح، وكأنه بهذا يؤكّده، ويضع الإسم على لائحة المرشحين.

لكن مع ميشال ألفتريادس، يبدو الوضع مختلفاً جداً. فبعض الأسماء تاريخها يحكي عنها. نجاحاتها تؤكّد صلاحيتها وكفاءتها. وتعالوا نبحث قليلاً، لو رشّحنا ميشال لوزارة السياحة، ترى ما الذي يمكن أن يفعله؟ الجواب تفرضه الوقائع. ميشال ألفتريادس، صاحب المشاريع السياحية الكبيرة، التي كانت الأنجح دائماً، والأكثر رواجاً. وهو الذي أسس أفكاراً لم يسبقه إليها أحد، بل تبعه إليها كُثُـر. فمشروع “ميوزك هول” الذي صار من معالم بيروت ولبنان السياحية، كان الأنجح والأكثر شهرة، ليس في لبنان فقط، بل في العالم. وكم من مدن وعواصم تواصلت معه لتأسيس مشاريع مماثلة فيها. ونجح المشروع التوأم في دبي، وهناك عشرات العروض تأتيه، لكنه لم يوافق إلا على الذي يضمن له النجاح. فهذا المجنون بالدقة، والمهووس بالمثالية، لم يقبل يوماً إلا بالنجاح المضمون. عدة فروع في بيروت، أسسها ميشال لمشروعه ونجحت بشكل كبير. الموضوع ليس هنا، الموضوع هو كيف يدير هذه المشاريع، بأي فريق عمل، بأي إشراف، بأي إيقاع مضبوط؟ النتائج تؤكّد أن هذا الرجل لم يكن يوماً مجرّد صاحب مشروعسياحي ومطعم كما غيره من أصحاب المشاريع. ففي الفنون، عندما وضع ميشال لمساته على الألحان والموسيقى، حقق ما لم يسبقه إليه أحد. هكذا وببساطة، وهدوء، إنتشر كل عمل وضع فيه لمسته الفنّية. وإذا به ينحت العمل الفني الموسيقي، تماماً كما ينحت ويصمم التماثيل المعدنية والشمعية التي يصممها وينفذها بنفسه.

شهاداته التي يحملها ودراساته، تشير الى ثقافته العالية، واللغات التي يتقنها وهي كثيرة. مؤلفاته التي لو عدّدناها لما اتسعت لها الصفحة. وجوائزه وتكريماته العالمية، لا تُحصى. شبكة علاقاته العالمية، في عالم الفنون والسياسة، والمعرفة والثقافة والسياحة، لا يملكها سياسي لبناني. وهو الذي سافر وعاش وخالط عشرات المجتمعات الغربية والمشرقية. هو الذي صادق كبار الشخصيات الديبلوماسية والعسكرية والفنية والأممية، وصادقهم وصارت له في هذه العوالم مكانته ومنزلته، قادر بكل سهولة على تجيير الكثير لمصلحة لبنان، سواء في السياحة، أو الثقافة ومختلف الفنون.

ليست صدفة، ولا “دحشة إسم” كما غيره، جاء ميشال ألفتريادس ليكون مرشحاً لوزارة أو منصب. ونحن إذا جمعنا كل هذه الشروط، ومعها ملحوظة هامة، أنه شخصية مشهورة، وميسورة. أي أنه ليس بحاجة لنشك بأنه سيمرر صفقات وهمية، ومشاريع تنفيعات. الذين تعاملوا معه، يعرفوه جيداً، كيف يحفظ الحقوق، وكيف يصادق ويصدقبأقواله ووعوده.

ميشال ألفتريادس وزير سياحة؟ أو وزير ثقافة؟ فكرة ممتازة… ولمَ لا؟ فليكن … وسنكسب به الكثير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى