مجتمع وقضايا

ماجدة الرومي تنشر كواليس “بلا ولا أي كلام”… وأغنيتها تُشعل الحنين قبل حفل “أعياد بيروت”

في لحظة دفء وصدق فني نادرة، شاركت السيّدة ماجدة الرومي جمهورها عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمقطع فيديو جديد من كواليس تصوير أغنيتها “بلا ولا أي كلام”، في خطوة بدت أقرب إلى وعد شخصي بلقاء فني قريب، في حفلها المنتظر ضمن مهرجان “أعياد بيروت” هذا الصيف.

الفيديو المرفق يعكس مزيجًا من السكينة والفرح خلف الكاميرا، وتبدو فيه ماجدة الرومي بكامل حضورها وأناقتها، تتنقّل بين مواقع التصوير بثقة، تدندن مقاطع من الأغنية، وتراجع التفاصيل الدقيقة مع فريق العمل، في لحظات توحي بأن العمل ليس مجرّد أغنية جديدة، بل تجربة وجدانية مكتملة العناصر.

الأغنية، التي ستُغنّى لأول مرة مباشرة أمام الجمهور في حفل بيروت، هي من كلمات ماجدة الرومي نفسها، لحن يحيى الحسن، وتوزيع موسيقي للمبدع الشاب حسن يحيى المعوش، وهي ثمرة تعاون فني لبناني صرف، أعاد إلى الأذهان زمن الأغنية البسيطة والعميقة في آن.

جمال فياض: عودة إلى زمن البساطة الجميلة

الناقد والإعلامي جمال فياض خصّ الأغنية بمقال نقدي فني، نشره بالتزامن مع إطلاقها، حمل عنوان: “بلا ولا أي كلام… أسعدونا!”، حيث اعتبرها عودة إلى زمن البساطة الجميلة، وقال:

“هكذا، وبلمسة فنية جميلة، عدنا نصف قرن إلى الوراء، وسمعنا وشاهدنا وفرحنا… هواية ماجدة أن تكتب أفكارها، ثم تحوّلها بعد تجميلها إلى شعر، ثم غناء. وبعدما فتحت قصيدتها الشهيرة ’عندما ترجع بيروت إلينا بالسلامة‘ باب التعاون مع الشاطر يحيى الحسن، صار بينهما خطٌ مباشر، وهاتفٌ أحمر يرنّ كلما وُلدت فكرة.”

فياض أضاء أيضاً على الألحان التي صنعها يحيى الحسن قائلاً إن لحن “بلا ولا أي كلام” بُني على خلطة موسيقية متقنة تمزج النهاوند والكورد والرست، مع “رشة من الحجاز كملح الطعام”، بينما أعطى حسن المعوش للتوزيع مسحة شرقية عميقة على طريقة الكبار، مستعيدًا روح محمد عبد الوهاب والأخوين رحباني.

وأضاف فياض:

“دخل الموزّع حسن المعوش بخلطة متناغمة بين القانون والناي، ثم تأتي الكمنجات، فصولو كمان يمرّ سريعاً كالشهب، لكنه يلمع في القلب… هذه ليست فقط أغنية، بل قطعة فنية تعبق بشرقنا الحلو.”

كما أثنى على الأداء الغنائي لماجدة، مشبّهًا صوتها بأنه “حوّل الغناء إلى غنج ودلع ودلال”، مستعيدًا بيت إيليا أبو ماضي:

“عذّبي ما شئتِ قلبي عذّبي،
فعذاب الحب أسمى مطلبي.”

وتوقّف أيضاً عند بصمة المخرج الشاب رامي أبو منصف، الذي أخرج الكليب بروح شاعرية ساحرة، فقال عنه:

“أطلق الماجدة كمراهقة سعيدة، كطير أبيض في بحر من السهول والماء والشمس… وأخرج لنا مشهداً كأنه عودة إلى نصف قرن من الزمن، حين كانت الحياة حلوة وسهلة، وكان الغناء مجرّد أحاسيس.”

حفل “أعياد بيروت”: لحظة مرتقبة

مع اقتراب موعد حفل ماجدة الرومي في “أعياد بيروت”، يتزايد الطلب على البطاقات بشكل لافت، إذ يُنتظر أن يحمل هذا الحفل بُعداً استثنائياً ليس فقط كعرض موسيقي، بل كاحتفال بالهوية اللبنانية الأصيلة، في زمن يحتاج فيه اللبناني إلى لحظة جمال، تجمّله من الداخل وتذكّره بأنه يستحق الحياة.

ومن المنتظر أن تؤدي الرومي في الحفل مجموعة من أغنياتها الكلاسيكية، إلى جانب أعمالها الجديدة، تتقدّمها “بلا ولا أي كلام”، التي وُصفت بأنها “أغنية من القلب إلى القلب، لا تحتاج إلى كلام كثير، بل تُحكى بالأحاسيس”.

خاتمة: الفنّ حين يكون فرحاً وحنيناً في آن

في وقت تكاد فيه الأغنية العربية تتخبط بين موجات التكرار والسطحية، تأتي ماجدة الرومي لتضع بصمتها بثقة، بأغنية جديدة لا تتوسل الانتشار، بل تنشر الحبّ. ومع كل ما كُتب وقيل، تبقى الحقيقة الأوضح في عيون جمهورها:

ماجدة لا تعود فقط بصوتها، بل تعيدنا نحن إلى أنفسنا، “بلا ولا أي كلام”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى