حسن س.يوسف ، يغادر في زمن التغريبة
رحل عن عالمنا اليوم الكاتب الفلسطيني – السوري حسن سامي يوسف ، أحد أبرز الأدباء في العالم العربي عن عمر يناهز ٧٩ عاماً…
تميز بتعدد مواهبه كروائي، ومترجم، وكاتب سيناريوهات سينمائية وتلفزيونية.
بدأ مشواره الأدبي في السبعينات بنشر العديد من الروايات والقصص القصيرة التي حازت إعجاب النقاد والقراء. ومن بين أبرز أعماله “من يذكر غابة الزيتون” و”الحب في المنفى”، اللتين تعكسان تجاربه الحياتية والتغيرات الاجتماعية والسياسية في المنطقة العربية بأسلوبه الأدبي الفريد.
في مجال السيناريو، قدم حسن سامي يوسف العديد من الأعمال التلفزيونية التي تركت أثراً عميقاً في الدراما العربية. من بين أشهرها “التغريبة الفلسطينية”، الذي يسرد قصة الشتات الفلسطيني بعمق درامي مؤثر، و”زمن العار”، الذي يناقش قضايا اجتماعية حساسة في المجتمع السوري.
كما أثرت إسهاماته في مجال الترجمة بشكل كبير على الثقافة العربية، حيث ترجم العديد من الأعمال الأدبية العالمية إلى اللغة العربية، ما ساهم في توسيع آفاق القراء العرب وتعريفهم بالأدب العالمي.
أسلوبه السردي الممتع وبناء شخصياته المعقدة والمتعددة الأبعاد ميزاه عن غيره، وجعل من أعماله مراجع هامة في الأدب والدراما العربية. أعمال حسن سامي يوسف تظل مؤثرة وملهمة، وتستمر في إلهام الأجيال القادمة بعمقها الفني والاجتماعي.
“رواية عتبة الألم” هي واحدة من لوحات الإبداع التي نسجها الكاتب الفذ حسن سامي يوسف. في هذا العمل، تتشابك خيوط القصة لتعزف لحنًا حزينًا، يمسّ شغاف القلوب، ويجعل من الألم نصًا شعريًا ينبض بالحياة.
تدور أحداث المسلسل حول قصة حب معقدة، تتغلغل في عمقها أوجاع الفقر، وآلام النفس، وصراعات البقاء. هنا، يمتزج الوجع بالحب، وتجتمع تفاصيل الحياة اليومية بصراعاتها الداخلية، لتصبح مرآة تعكس واقع المشاهدين، وتجعلهم يتفاعلون مع القصص بعمق إنساني وأثر عاطفي.
يبحر حسن سامي يوسف من خلال “رواية عتبة الألم” في أغوار النفس البشرية، مستكشفًا تأثير الظروف الاجتماعية والسياسية على الأفراد. بأسلوب سردي جذاب وممتع، يجذبنا يوسف إلى عوالم شخصياته، يدفعنا للتفكير، وللتفاعل مع القضايا التي يطرحها بكل عمقها وإنسانيتها.
نال المسلسل إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء، بفضل قصته المؤثرة وأداء الممثلين المتميز. “رواية عتبة الألم” تبقى نصبًا تذكاريًا في مسيرة حسن سامي يوسف، وواحدة من الأعمال الدرامية التي تظل تلهم وتشعل شرارة الفكر والإحساس في قلوب المشاهدين عبر العالم العربي.
ابراهيم أيوب