أخبار فنّية

الإبهار في معرض للفنان غسان النعنع

فتح الفنان التشكيلي غسان النعنع باب النقاش والتأمل في منجزه الجديد الذي عرضه مساء اليوم في غاليري جورج كامل أمام جمهور الفن التشكيلي على مستوى الأفكار والأسلوب والتقنية.

المعرض الذي تضمن جدارية مكونة من أربع لوحات كبيرة كل منها بقياس 200×160 بالإضافة للوحة بذات الحجم، جاء محملاً بالأفكار والجماليات على مستوى الموضوع المطروح بأسلوب بصري جمالي يعتمد الإبهار في الهارموني اللوني، ونسب الضوء وتوزعها على سطح اللوحة.

أجواء مسرحية بأبعاد متعددة رافقت شخوص العملين اللذين يرويان أشهر ثلاثة مواقف تعرض لها السيد المسيح رسول المحبة والسلام مع احترافية وحساسية عالية في التحكم بكل مكونات العملين، بهدف إبراز الحضور الحسي للمشهدية ككل.

وعن المعرض قالت الدكتورة لبانة مشوح وزيرة الثقافة : إن فكرة المعرض جاءت مميزة، فنادراً ما نشاهد معرضاً للوحة أو لوحتين، بالإضافة إلى أهمية الأفكار المقدمة والجمالية التي قدمت بها وخاصة في اللوحة الثانية التي ركز فيها الفنان على وضع جبران خليل جبران في مكان عال بألوان مشعة وبيده الكتاب، وسط غمامة سديمية والجميع مشغولون بأفكاره وأقواله، مبينة أنه من الضروري فتح باب التحليل لمثل هذه الأعمال من قبل النقاد التشكيليين في ندوات خاصة.

وأوضحت مشوح أن الفن التشكيلي السوري بما يمتلكه من فنانين وأعمال فنية مهمة يستحق أن يكون له متحف للفن الحديث، وهو ما خططت له الوزارة في عام 2012 ولكن الحرب الإرهابية على سورية أخرت انطلاق هذا المشروع الثقافي المهم، لافتة إلى أن متحف الفن الحديث الافتراضي سيرى النور قريباً لتوثيق وعرض مقتنيات وزارة الثقافة من الأعمال الفنية وللمساهمة في نهضة الحركة التشكيلية السورية.

بدوره قال الفنان #النعنع: بدأت منتصف العام الماضي في العمل بهاتين اللوحتين وأنجزتهما مع نهاية العام بهذا الحجم الكبير الذي أفضله لما يتيحه لي من حرية في التعبير، وشعرت أنهما يستحقان أن يعرضا بهذه الطريقة لوحدهما كعملين منجزين تطلبا العديد من الدراسات قبل التنفيذ، مشيراً إلى أن الجدارية حملت رؤيته بالخط واللون لكتاب عيسى ابن الانسان لجبران خليل جبران مع تصوره للمحيطين بالسيد المسيح، مؤكداً أن علاقة فكرية عميقة وطويلة تجمعه بأفكار ومؤلفات جبران.

من جانبه الفنان ادوار شهدا وجد أن العملين متكاملان ولا يمكن فصلهما عن بعضهما من حيث الفكرة والاسلوب والتقنية رغم حساسية الأفكار التي يطرحانها، فهما يشكلان حالة جمالية تنتمي إلى المدرسة الرومنسية والحميمية المترافقة مع الضبابية وهو اسلوب نادر في الفن السوري، مبيناً أن تقديم عمل أو عملين في معرض مستقل يتيح لهما مساحة أكبر من التأمل والدراسة والتحليل.

تقرير : محمد سمير طحان
تصوير : ديما الجيرودي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى